لقد انتصرت أمي هكذا

تكريم نادية:

أن تنتصر أمي في معركتها ضد الشر في أسخف صوره، فقد كانت هذه الحقيقة المؤكدة والبداهة التي لا ريب فيها، إنما كيف كان شكل انتصارها؟ فهنا كانت المفاجأة..

لقد انتصرت أمي هكذا، على حين غفلة تامة، أو بالأصح، على حين يأس وانطفاء كبير..

مقالات ذات صلة

كنا منذ البداية نؤمن أنها تسير نحو النصر المنشود بخطى ثابتة قوية شجاعة حكيمة وصبورة، لكن اتضح لاحقاً أن خطاها كانت تمضي داخل تلك الدائرة المشهورة المشؤومة، الدائرة المغلقة والمفرغة والمظلمة تماماً…

تم حشرها في هذه الدائرة الجحيمية من قِبل الجميع، قدرها، أهلها، وطنها، أصدقاؤها الأعداء، وأعداؤها الأعداء…

كانت تغلي وتتمزق وتذوب لوحدها، لأيام؟ لأسابيع؟ لأشهر؟ بل لسنوات.. وهل كما ادّعت أنها محض خمس سنين؟ لا، بل ألف وألف وألف، ما عاشته كان أثقل وأعمق بكثير من أن يقاس بميزان الزمن الذي نعرفه…

ثم ذات فجأة وفي أوج يأس حارق مفعم بأملٍ ساخر وممزوج بلمعة عناد أمي الجميل، نزلت المعجزة، أتى من يأخذ بيدها ويخرجها من دائرة الجحيم تلك.. هكذا بكل بساطة ورحمة وجمال ونقاء انتشلها من ظلمات اليأس والقهر والحريق… أتى (محمد أحمد)، أتى الشاب النبيل، أتى المنقذ من سماء أخرى.. بصورة سينمائية سماوية تخطف الأنفاس، رفع يد أمي قائلاً: إلى هنا ينتهي عهد عذابك، حان وقت الأمان والطمأنينة والحياة… أنتِ المنتصرة!

وهكذا انتصرت نادية يحيى، وهكذا كانت نهاية حكايتها الأليمة غاية بالجمال والنور، وهكذا هي بداية حكايتها الجديدة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى